الاثنين، 15 يوليو 2013

لا تتردد


في الحياة الجامعية, قابلت طالباً جديداً له طموح عالي, لكنه متردد, وفي الحقيقة هو لا يعلم ما يريد, لقد كان في اللقاء الواحد يسرد لي بما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة تخصصات يطمح لدراستها, ثم يعود أدراجه لينسفها ثانية, هذه كارثة, واستمر الحال على هذا لمدة شهر من دون أن يحدد ما يريد, فنصحته بالعودة إلى عائلته, وأنا على يقين بأنه سيهتدي مع الوقت لما يطمح له.
عندما تقل خبراتنا في الحياة نتردد, هذا في الحقيقة ما يحدث, والمقصود بالتردد هو أن لا تحزم أمرك لفعل شيء يتطلب منك اتخاذ قرار بشأنه, ففي غالب الأحيان يقوم البيت الذي تربيت فيه بدور اتخاذ القرار عنك, ويكفيك مؤونة التفكير والعناء, لكن هذه طامة كبرى, هذا ما يحدث في معظم بيوتاتنا, آبائنا – حفظهم الله وجزاهم الله كل خير – لم يكونوا ليعلموا طريقة أفضل من التي تعاملوا بها معنا, وحرصهم وحبهم لنا دفعهم للتصرف بهذه الطريقة, لكننا نحن أبناء اليوم, وطالما أنك تقرأ هذه الكلمات فهذا يعني حرصك على أن تحيا حياة أفضل, لا تحمل أحداً مسئولية تصرفاتك, بل تحملها أنت.
يمكننا أن نعيد ترتيب أوراقنا في الحياة :
1- فنحدد ما الذي نريده بالضبط, حتى لو أخذ بعض الوقت, فلا بد من جلسة نصارح بها أنفسنا, نركز فيها على ما نريد, لا ما لا نريده, عندها فقط ستكون بداية انطلاقتنا الحقيقية للحياة التي ننشدها.
2- ثم بعد ذلك أن نؤمن بما نريد, فلا يكفي أن نقول : "أريد أن أكون طبيباً", لكنني لا أعيش هذا الحلم, وليس له أي صورة مرسومة بداخل عقلي, فأنا أؤكد لك أنك لن تنجح في تحقيقه مهما فعلت.
3- ثم العنصر الأخير هو أن أحصل على ما أريد, أن أتلقى كل الرسائل الإيجابية التي تقربني من حلمي وأتفاعل معها.

عندما تقل خبراتنا في الحياة نتردد, هذا في الحقيقة ما يحدث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Website counter

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

آخر المواضيع

 

وظيفة 2012. Copyright 2008 All Rights Reserved Revolution Two Church theme by Brian Gardner Converted into Blogger Template by Bloganol dot com