الأحد، 14 يوليو 2013

حياتك من صنع يديك


 بينما كان المعلم يسير مع تلميذه في غابة إفريقية, ورغم لياقته البدنية العالية, إلا أن المعلم كان يسير بحرص وحذر شديد, بينما كان التلميذ يتعثر ويقع في الطريق, وفي كل مرة كان يقوم ليلعن الطريق والأرض ويتبع معلمه, بعد مسيرة طويلة وصلا إلى مكان مقدس, ودون أن يتوقف إلتفت المعلم إلى التلميذ واستدار وبدأ العودة.
قال التلميذ : "لم تعلمني شيئاً اليوم يا سيدي", قال بعد أن وقع مرة أخرى.
قال المعلم : "كنت أعلمك أشياء ولكنك لم تتعلم, كنت أحاول أن أعلمك كيف تتعامل مع عثرات الحياة".
سأل التلميذ :"وكيف ذلك".
قال :"بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع عثرات الطريق, فبدلاً من أن تلعن المكان الذي تقع فيه, حاول أن تعرف سبب وقوعك أولاً". 
نحن نجلب التعاسة والألم لأنفسنا ثم نقول : "لماذا نعيش في تعاسة؟", كل ما نقوله يصدقه العقل, سواء كان صحيحاً أم غير ذلك, وسواء كان فاسداً أم صالحاً!.
تمر بنا مواقف لا حصر لها خلال حياتنا اليومية, ويتطلب الأمر أن لا نعكر صفاء أذهاننا بكل شاردة وواردة, فلن نحتمل ذلك, ولن نستطيعه أيضاً, فالله – عزوجل – أكرمنا بنعمة النسيان حتى نتفرغ قليلاً لاستعادة أنفسنا من الألم الذي قد يهلكنا إن لم نتناساه, ولننظر بإيجابية لعالم يملؤه التفاؤل والأمل, والعمل للبناء وتشييد ما قد دمرته الحروب النفسية لذواتنا, وجعلتنا عبيداً لأحزاننا ومآسينا, ونسينا أو تناسينا النعم العظيمة التي يغمرنا بها الخالق الكريم في كل لحظة من لحظات حياتنا, فلا نستفيد منها إلا النزر اليسير ولا نشكره سبحانه لكريم عطاياه وفيض كرمه. 

علينا أن نجعل أفكارنا تعمل لصالحنا لا ضدنا, فالأفكار السلبية ستشدك للأرض وتمنعك من الإنطلاق إلى الفضاء الواسع لترى جمال الحياة الحقيقي, والأفكار الإيجابية مثلها مثل النبات تحتاج للرعاية والإهتمام, بينما أفكارك السلبية كالأعشاب الضارة, تنمو بدون رعاية, وتدمر حديقتنا الداخلية.
اطرد كل ما يمكنه أن يوقف تقدمك للأفضل, لا تبرر أخطائك, لا تلم الآخرين, سامح كل من أساء إليك, اصنع الحياة التي تريدها, واستمتع بكل لحظاتها.

اصنع الحياة التي تريدها, واستمتع بكل لحظاتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Website counter

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

آخر المواضيع

 

وظيفة 2012. Copyright 2008 All Rights Reserved Revolution Two Church theme by Brian Gardner Converted into Blogger Template by Bloganol dot com